فرنسا

ساحة غوتينبرغ | أهم معالم السياحة والتاريخ في ستراسبورغ

الثقافة هي نسيج غني يجمع بين أفكار؛ قيم؛ عادات؛ وتقاليد مجتمعية، وكما قال عالم الاجتماع إدوارد هال: “الثقافة هي الطريقة التي نرى بها العالم”، فهي المرآة العاكسة لتجارب الشعوب، والتي تتجلى في الفنون؛ الأدب؛ الموسيقى؛ واللغة، وتمدنا بفهم أعمق للعالم من حولنا، فالثقافة تسمح لنا بالتواصل والتفاعل، وتثري حياتنا بالتنوع وتعزز من تقبلنا للاختلاف، فهي روح المجتمعات التي تزرع الجمال والفكر في كل زاوية من زوايا الحياة، ولأن الثقافة قد ترتبط في مكان يكون تجليا لها، فإننا اليوم سنأخذكم في رحلة معرفية إلى ساحة غوتينبرغ.

نبذة حول ساحة غوتينبرغ

تعد ساحة غوتينبرغ في ستراسبورغ بمثابة لؤلؤة تاريخية تنبض بالحياة، كونها تحتضن روح الابتكار، فهي مكرسة لتخليد ذكرى يوهان غوتينبرغ، والذي اخترع الطباعة وغير مجرى التاريخ، إذ يعتلي تمثاله وسط الساحة، وكأنه يراقب تنقلات الزوار بين المقاهي العتيقة والمحلات الملونة.

تحيط بالساحة الأبنية المزخرفة بكل فخر، حيث تعكس الألوان الزاهية والتفاصيل الرائعة تراثا ثقافيا غنيا، فهنا يتداخل الماضي مع الحاضر، وتتناغم أصوات الضحكات والمحادثات مع نسمات الهواء العليل، مما يعطي للحياة مشهدا ساحرا.
تقام هنا فعاليات ومهرجانات تثري الأجواء وتنشر الفرح، ولتأكيد أن ساحة غوتينبرغ ليست مجرد مكان، بل قلب نابض بالثقافة والذكريات، ففي كل زيارة، يمكنك الاحساس بعبق التاريخ وروح الإبداع الذي يخالجك فور الوقوف بها.

تأسيس ساحة غوتينبرغ

إن ساحة غوتينبرغ هي واحدة من الجواهر التاريخية، وقد تأسست عام 1840 لتكريم المخترع المبدع يوهان غوتينبرغ، الذي أحدث ثورة في عالم الطباعة، وقد صمم هذه الساحة المعماري الشهير إميل جيسلر، لتكون منصة للاحتفاء بالإبداع والابتكار.

زيارة ساحة غوتينبرغ

تعد ساحة غوتينبرغ في فرنسا وجهة حيوية تستقطب نحوها الزوار على مدار العام، وتبلغ مساحتها حوالي 2,500 متر مربع، مما جعلها تتجلى كالمشرح الحاضن للتاريخ والثقافة، وهي ملتقى للفنون والنشاطات، حيث تحيط بها المباني التاريخية والمقاهي العريقة التي تعكس أسلوب الحياة الفرنسي.

يتوسط الساحة تمثال غوتينبرغ، الذي يجسد فكرة المعرفة والتغيير، بينما تحيط به مباني فريدة ذات طراز معماري نابض بالحياة، تعكس تنوع الثقافة الفرنسية، وتصطف النوافذ المزخرفة والألوان الدافئة، مما يمنح المكان رونقا استثنائيا يفوح منه عبق التاريخ.

تعتبر الساحة نقطة التقاء حيوية، حيث تنبض الحياة من حولها، خاصة عندما يزدحم فيها الأصدقاء والعائلات والسياح، وتشهد فعاليات ثقافية وفنية متنوعة على مدار العام، وفي كل زاوية منها يمكن للزوار الاستمتاع بالمشاهد الخلابة السالبة للأفئدة قبل الأنظار.

أضحت ساحة غوتينبرغ في ستراسبورغ اليوم وجهة ساحرة للزوار من جميع أنحاء العالم، إذ تتميز بجمال طبيعي يجذبها إليها، لا سيما أنها تقع وسط الأشجار الوارفة الظلال، والتي تخلق أجواء غاية في الروعة.

يمثل هذا المعلم التاريخي رمزا للإبداع والثقافة، كما أن السير نحو قلب الساحة، يشعر الجميع بجو من الهيبة والإلهام، إلى جانب الجمالية المعمارية التي تمنحها لها شرفات المقاهي والمباني المحيطة بها مع المكونات الطبيعية الأخرى، الأمر الذي يؤدي بها لأن تكون مثالا حيا لاستعراض قوة الهوية الفرنسية وإرثها العظيم.

أثناء التواجد في الساحة يتمكن الزوار من الدوران حول مبان تاريخية ذات طراز معماري رائع، تضفي طابعا من الرقي على الأجواء كونها تمتاز بالعراقة التاريخية، وإلى جانبها المقاهي ذات الشرفات المظللة التي تدعو الضيوف للجلوس والاسترخاء، حيث يمكنهم الاستمتاع بكوب قهوة عطرية بينما يتأملون المكان، ويصغون إلى همسات الزوار وضحكات الأطفال.

تتجاوز ساحة غوتينبرغ كونها مجرد مكان للاسترخاء، إلى اعتبارها نقطة التقاء لمختلف الأشخاص ذوي الأفكار المتعددة، مما يجعلها حضنا وميدانا للتفاعل وتبادل الأفكار، وهو ما سمح لها بأن تتحول مع السنوات إلى جسر يربط بين الماضي والمستقبل.

وعلى بعد خطوات، تلوح لك كاتدرائية ستراسبورغ الرائعة، بواجهتها المذهلة التي تحكي قصصا قديمة من الفن والإيمان، كما يمكنك اكتشاف المتاحف القريبة التي تعرض قطعا تعود للعصور الغابرة، وتروي تاريخ المدينة الغني بقصص الحروب والانتصارات والانكسارات.

الوصول إلى ساحة غوتينبرغ

بفضل موقعها المميز على مقربة من كاتدرائية ستراسبورغ الشهيرة، يمكن الوصول بسهولة إلى ساحة غوتينبرغ باستخدام وسائل النقل العام، فمن يفضل استعمال الترام يمكنه أن يستقل الخط A أو خط D من ترام ستراسبورغ إلى محطة غوتينبرغ، وسيجد نفسه تقريبا أمامها على بعد خطوات قليلة.

أما من يرغبون في استخدام سيارات الأجرة، فيمكنه الصعود إليها من أي نقطة في ستراسبورغ والوصول بسرعة وسهولة إلى الساحة، كما أن هنالك حافلات عدة تتوقف في محطات قريبة منها مثل حافلات الخط رقم 10، وحافلات الخط رقم 30، بالإضافة إلى هذا يمكن لعشاق الرياضة تأجير الدراجات الهوائية والتوجه نحو الساحة في خضم رحلة ممتعة عبر شوارع ستراسبورغ.

أفضل وقت للزيارة غوتينبرغ

إن الوقت المثالي لزيارة ساحة غوتينبرغ هو فصلي الربيع والخريف، ففي كليهما يكون الطقس معتدلا ولطيفا، كما أن الازدحام يقل في الساحة مقارنة بالصيف الذي يعتبر ذروة الموسم السياحي، ومن جانب آخر تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير في الشتاء مع تساقط الثلوج والأمطار المستمر، مما يجعله أقل مثالية عنهما.

أفضل وقت للزيارة خلال اليوم

تخيل نفسك في الصباح الباكر، حيث يتسلل نور الشمس بين الأشجار الوارفة، وتبدأ الحياة في الساحة في الانبعاث، ألن يكون ذلك وقتا رائعا؟ وما دام الأمر هكذا، فإن التوجه إلى الساحة بين 09:00 و11:00 صباحا يعدا خيارا أكثر من مثالي.

تكون الأجواء هادئة للغاية في هذه الفترة من النهار، إلى جانب أن روائح القهوة المنعشة من المقاهي المحيطة تنتشر في الأجواء، مما يتيح لك إمكانية التجول أو يالجلوس في أحد المقاهي، والاستمتاع بكوب من القهوة الصباحية.

أما في وقت الغداء، بين 12:00 و14:00، يمكنك أن تستمتع بحيوية المكان، حيث تتجمع العائلات والأصدقاء للتجول في أجواء مفعمة بالحيوية، في خلال هذا التوقيت تدب الحياة أكثر في ساحة غوتينبرغ.

تعتبر ساحة غوتينبرغ مركزا ثقافيا هاما يحتضن فعاليات فنية وثقافية تعزز من التواصل المجتمعي والإبداع، حيث يجد الزوار ملاذا للفن والنقاش، وتصبح الذاكرة جزءا من تجربة تمتزج بين الماضي والحاضر، وكما قال المؤرخ الفرنسي أندريه مالرو: “الإنسان يحتاج إلى الجمال مثلما يحتاج إلى الخبز “، فإن أهمية هذه الفكرة تتجسد في ساحة غوتينبرغ كمعلم ثقافي يحتفل بالابتكار والفن، حيث تفتح الأبواب لاستكشاف الجمال والتاريخ والثقافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *