صورة لمدينة سوخوثاي، المدينة القديمة التي كانت عاصمة للمملكة التايلاندية في القرن الثالث عشر

مدينة سوخوثاي التاريخية مهد الحضارة التايلاندية

إن مدينة سوخوثاي التاريخية هي واحدة من أقدم مدن جنوب شرق آسيا، وهي بالنسبة لسكان تايلاند مهد الحضارة التايلاندية، فقد كانت خلال مرحلة السياميين عاصمة المملكة، مما جعلها تعيش مرحلة من الازدهار والتطور خاصة في مجال البناء والهندسة، مما جعلها تضم العديد من المعابد والأديرة، بالإضافة لكونها تتمتع بجمال طبيعي منحها سحرا خاص. في هذا المقال سنقدم لكم دليلا سياحيا شامل حول مدينة سوخوثاي.

لمحة عامة حول مدينة سوخوثاي التاريخية

صورة لآثار مدينة سوخوثاي التاريخية، التي كانت أول عاصمة للمملكة التايلاندية في القرن الثالث عشر

تعد سوخوثاي واحدة من أروع المدن التاريخية في منطقة جنوب غرب آسيا، وقد كانت عاصمة لمملكة سيام وهي أول مملكة قامت فيما يسمى حاليا بتايلاند بشكل مستقل، إذ سبقتها عدة مماليك أخضعت مناطق البلاد لحكمها، وكانت تعرف المملكة كذلك باسم مملكة سوخوثاي، والتي امتد حكمها من عام 1238م حتى عام 1438م.

ساهم إرث مدينة سوخوثاي التاريخي في جعلها قبلة سياحية مميزة في عصرنا هذا، ففيها تم إنشاء أول نمط كتابة تايلاندي، مما أدى لظهور اللغة التايلاندية، كما أن فترتها الذهبية خلال حقبة المملكة السيامية عرفت تشييد المعابد والتماثيل البوذية باعتبار هذه الأخيرة هي الدين الرسمي للبلاد آنذاك، مما أدى لتطور الفن المعماري بشكل كبير، فأبدع البناؤون في أعمالهم الهندسية التي صارت مزارا اليوم مثل معبد وات ماهاثات، بالإضافة لمباني أصبحت أطلال تستقطب نحوها عشاق الثقافة والتراث والتاريخ.

أفضل وقت لزيارة مدينة سوخوثاي

تمر جميع مدن تايلاند باعتبار هذه الأخيرة دولة استوائية بثلاث فترات متباينة تحدد طبيعة المناخ فيها، إذ تعيش كل مدينة موسما ممطرا يعرف هطول الأمطار على مدار كل شهر فيه، وهو يمتد في سوخوثاي من يوليوز حتى أكتوبر.

يبدأ الموسم الثاني في سوخوثاي في نوفمبر ويستمر حتى فبراير، وفيه تستقر درجة الحرارة بين °18 و °36، ويعد ذروة الموسم السياحي فيها، إذ لا تتساقط فيه الأمطار إلا نادرا، كما أن المناخ يتيح للزوار الاستمتاع بالتجول والمشي في شوارع وأزقة المدينة، وزيارة المعابد والأديرة والحدائق.

تعيش سوخوثاي كغيرها من مدن تايلاند موسما انتقاليا يستمر من مارس حتى يونيو، وهو يشهد ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة والتي تتجاوز أحيانا °40 درجة، كما أن تالزوار يتوافدون على المدينة خلاله بأعداد أقل من مرحلة الذروة.

إن الفترة من نوفمبر إلى فبراير تعد الفترة الأنسب والمثالية لزيارة مدينة سوخوثاي التاريخية، ففيها تصبح المدينة أكثر جمالا، وتتألق معالمها وحدائقها بشكل مذهل للغاية، كما أن المدينة تحتضن في هذه الفترة عدة فعاليات تجعل زوارها يستمتعون برحلته إليها مثل مهرجان الشموع ولوي كراثونغ الشهير بمهرجان الأضواء التايلاندي، واحتفالات رأس السنة الصينية، وحفلات يوم ذكرى الملك رامخامهانغ.

كيفية الوصول إلى مدينة سوخوثاي

صورة توضح وسائل النقل المتاحة للوصول إلى مدينة سوخوثاي، بما في ذلك الطرق والمواصلات العامة

تقع سوخوثاي على بعد مسافة 368 كلم، وهي المسافة الفعلية بين المدينتين، حيث تستغرق الرحلة من بانكوك إلى سوخوثاي عبر السيارة قرابة 6 ساعات، فيما يقضي المسافرون عبر الحافلات قرابة 7 ساعات، حيث توجد عدة حفلات تخرج تباعا وعلى رأس الساعة من بانكوك إلى سوخوثاي ابتداء من الساعة 08:30 صباحا وحتى الساعة 21:45 ليلا.

تستغرق الرحلة من بانكوك إلى سوخوثاي عبر الطائرة قرابة ساعة و20 دقيقة، وذلك عبر المسار الجو الرابط بين مطار سوفارنابومي أو مطاردون هوانج ببانكوك ومطار سوخوثاي الواقع على مسافة 30 كلم شمال المدينة، ويمكن للسياح السفر عبر طائرات الخطوط الجوية بانكوك أو عبر طائرات شركتي Nok Air وAirAsia.
توجد كذلك رحلات من بانكوك نحو سوخوثاي عبر القطارات البخارية، غير أنها لا تكون متاحة وذلك بسبب الإقبال الكبير عليها مما يسبب في نفاذ التذاكر حتى قبل شهر من محاولة الحجز، وهي تنطلق ابتداء من الساعة 05:45 صباحا.

المواصلات داخل سوخوثاي

تتنوع وسائل النقل المستعملة للتجول والتنقل داخل مدينة سوكوثاي التاريخية، ولكن قبل أن نعرفك بأبرزها يجب عليك أن تدرك أنه توجد منطقتان في سوكوثاي وهما المدينة الجديدة والتي يطلق عليها نيو سوكوثاي، وهي تشمل كل الشوارع والأحياء والمعابد والأديرة والحدائق، ومدينة سوخوثاي القديمة وهي تتضمن الأماكن المتواجدة والمحيطة بحديقة سوخوثاي التاريخية المعروف أيضا بمتنزه سوخوثاي التاريخي، وتفصل بين المنطقتين مسافة 12 كلم.

الدراجات الهوائية

تستخدم بكثرة باعتبارها الوسيلة الأقدم والأولى المستعملة بكثرة للتجول والتنقل بالمدينة، ويمكن استئجارها من أحد محلات تأجير الدراجات المنتشرة في كل أرجاء سوخوثاي.

عربات الجولف

تستخدم هذه العربات للتنقل في مدينة سوخوثاي القديمة، حيث تتواجد محلات تأجيرها بالقرب من منتزه سوخوثاي التاريخي، وهي تتيح للسياح الاستمتاع بجولات في حديقة المدينة القديمة، كما تمكنهم بالتجول بين المعابد المتواجدة فيها.

سيارات السونغاثو

هي عبارة عن سيارات تشبه عربات النقل الفارغة من الخلف التي تستعمل لنقل البضائع لكن تم سد الفراغ الخلفي بإطارات حديدية مما حولها لعربة نقل، وهي تستعمل بكثرة للتنقل بين نيو سوخوثاي والمدينة القديمة.

الأنشطة التي يمكن القيام بها في سوخوثاي

يمكن للزوار أثناء التواجد في مدينة سوخوثاي التاريخية القيام بجولة في أحد المعابد التاريخية، أو التنزه والمشي داخل حديقة سوخوثاي التاريخية، أو زيارة حديقة سري تشومفونغ، أو حديقة رامكامهينغ، كما يمكنهم تجربة ركوب الدراجات والتجول بها وسط المناظر الطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى كل هذا سيتمكن زوار سوخوثاي من تجربة ركوب الفيلة وهي واحدة من أبرز التجارب الممتعة في المدينة.

الفنادق والمنتجعات في سوخوثاي

صورة لواجهة أحد فنادق مدينة سوخوثاي، التي تقدم خيارات إقامة مريحة للزوار

تتراوح أسعار الفنادق والمتجعات في مدينة سوخوثاي بين 30 و800 دولار حسب نوعية المكان والخدمات التي يقدمها لضيوفه، حيث أنه كلما كان مكان الإقامة قريبا من أماكن الجذب السياحي إلا وكان تكلفته أعلى.
تقع بالقرب من سوكاتاي بارك العديد من أماكن الإقامة التي لا تتجاوز تكلفتها 100 دولار وأبرزها فندق Jasmin House، ومنتجع بانسوك سوخوثاي، فيما يمكن للسياح الراغبين في الإقامة بالقرب من متنزه سوخوثاي التاريخي تجربة كل من Sisatchanalai Heritage Resort، أوNavy Sisatchanalai، أو منتجع ميدتاون سوخوثاي، وجميعهم لا يتجاوزون 500 دولار.

أماكن الجذب السياحي في سوخوثاي

حديقة سوخوثاي التاريخية

تقع هذه الحديقة التاريخية في المدينة القديمة سوخوثاي، وهي ذات مساحة شاسعة أقيمت على أنقاض بقايا مدينة سوخوثاي التي كانت عاصمة للملكة السيامية، مما جعلها تحتل مكانة كبرى لدى التايلانديين باعتبارها مكون هوياتي وثقافي بارز، كونها تضم العديد من المعابد والمباني العريقة التي تم تجديدها، بالإضافة للمتنزه التاريخي الشهير في سوخوثاي، وقد أدرجت هذه الحديقة ضمن مواقع التراث العالمي ليونيسكو عام 1991.

معبد وات ماهات

واحد من أشهر المعابد في تايلاند، وأحد أبرز المعالم التاريخية التي خلفتها مملكة سيام، وهو يقع داخل المتنزه التاريخي، ويمتاز ببراعة هندسته المعمارية، كما أنه يحتوي على تماثيل لبوذا تعد تحفة فنية في حد ذاتها.

متحف الملك رامخامهينج الوطني

يعتبر هذا المتحف فرعا تابعا للمتحف الوطني التايلاندي، وهو يعرض التحف والأعمال والعناصر القديمة، يتيح لزواره فرصة استكشاف الحضارة السيامية عن قرب، كما يشتمل على معروضات تعود مختلف المملكات التي مرت على تايلاند.

نوين براسات

تضم حديقة سوخوثاي التاريخية العديد من المعالم العائدة لحقبة مملكة سيام مثل نوين براسات وهي بقايا القصر الملكي المتمثلة في الهيكل الخارجي وأماكن الدفن، والعرش الحجري المثير للإعجاب، وبرك مائية صغيرة.

معبد سافان هين

يحتوي معبد سافان هين على واحد من أكثر تماثيل بوذا روعة، إذ يبلغ ارتفاع هذا التمثال 11.5 مترا، وقد تم تشييده بشكل مذهل للغاية، كما أن المعبد ككل بني على تل يرتفع 200 متر على سطح البحر، مما يتيح لزواره الاستمتاع بالإطلالات البانوراميا على المتنزه التاريخي في سوخوثاي.

تمثال بوذا الفضي وات سي تشوم Si Chum

يعد تمثال بوذا الفضي أشهر معلمة سياحية وتاريخية في مدينة سوخوثاي، إذ يبلغ طوله 15 مترا، وقد تمت صناعته بالكامل من الفضة على طريقة هندسية مميزة، وهو متواجد داخل معبد سي تشوم (Si Chum)، والذي تم بنائه خلال القرن الرابع عشر ميلادي على شكل مكعب، كما أنه محاط بمناظر طبيعية غاية في الروعة يمكن الوصول إليها عبر الدرج المغطى الضيق الواقع في الجدار الجنوبي للمعبد والذي يؤدي مباشرة إلى السطح.

معبد سوراساك

يرجع تاريخ بناء هذا المعبد إلى عام 1400م، وهو يمتاز بروعة تصميمه الهندسي مما منحه جمالا فريدا من نوعه، حيث نحث أسفله 24 فيلا كأنهم حراس للنصب التذكاري الواقع فوقهم والذي سيد على شكل جرس.

معبد فرا فاي لوانغ Phra Pai Luang

يعود تاريخ تشييد هذا المعبد إلى عصر المملكة السيامية خلال لقرن الثاني عشر للميلاد، وقد عاشت إبان العهد الملكي فترة الذروة، حيث كان واحدا من أهم وأبرز المعابد بالمملكة، وهو يتميز بتصميمه المعماري الرائع، كما أنه يحتوي على تماثيل بوذية غاية في الجمال.

معبد سا سي Sa Si

يقع هذا المعبد على مقربة من بحيرة Traphang-Trakuan وسط مناظر طبيعية خلابة وجميلة للغاية مما جعله واحدا من أجمل المعابد في سوخوثاي وتايلاند ككل، وهو معبد ذو مكانة وأهمية كبيرة، كونه يحتضن احتفالات مهرجان لوي كراثونغ السنوية في البلاد.

معبد تشانغ لوم Chang Lom

يطلق عليه لقب المعبد المحاط بالفيلة، وهو يقع في الحديقة التاريخية بسوخوثاي، وهو يتميز بكونه شيد على قاعدة على مستويين، كما أنه محاط بجدار وتماثيل الفيلة الكبيرة، مما جعله واحد من أبرز المعالم الهندسية الفائقة الدقة والإتقان.

وات سي ساواي

يرجع تاريخ بناء هذا المعبد للقرن الثاني عشر للميلاد، مما يمنحه صفة العراقة بامتياز، وقد كان ولا يزال مزارا لدى البوذيين والهندوس على حد سواء، كونه واحد من أهم الأماكن المقدسة في الثقافة البوذية والهندوسية في تايلاند.

وات فرا فاي لوانغ

يصنف هذا المعبد بكونه أكبر معبد في مدينة سوخوثاي، وقد تم تشييده خلال القرن الثاني عشر للميلاد، وهو يتميز بهندسة معمارية مذهلة، كما أنه يحتوي على تماثيل لبوذا متقنة الصنع.

إن مدينة سوخوثاي هي واحدة من أجمل مدن تايلاند، فهي تجمع بين الجمال الطبيعي وروعة المعالم التاريخية بما فيها المعابد البوذية الفائقة الإتقان، كما أنها ذات أهمية كبرى في التاريخ والثقافة التايلاندية، مما يجعلها وجهة سياحية لا بد من زيارتها في حال قرر الإنسان الذهاب إلى تايلاند.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *