صورة لقاعة والهالا تُظهر الواجهة الكلاسيكية الرائعة مع الأعمدة الضخمة والقبة المركزية، محاطة بالمناظر الطبيعية الجميلة لنهر الدانوب.

قاعة والهالا في ألمانيا معلم تاريخي يخلد عظماء الأمة

لطالما كان ملوك ألمانيا وقادتها عبر التاريخ يميلون إلى تذكير العالم بقوة الشعب الألماني وتضحياته في سبيل قوة ألمانيا، كما أنهم يعشقون الافتخار الشديد بإبداعات الشخصيات الألمانية سواء في القيادة المحنكة، أو الانتصارات الحربية، أو الانتاجات الفلسفة، أو الإبداع الفني والأدبي، وكثيرة هي الأمثلة المعمارية التي بناها الألمان للافتخار بإنجاز ما، أو تخليدا لبصمة قوية في تاريخ البلاد، ولن نجد مثالا أبرز على هذا أكثر من بوابة برانبورغ، وعش النسر، وقاعة والهالا. في هذا المقال سنأخذكم في رحلة جديدة للتعرف على معلمة تاريخية ورمزية في ألمانيا، والحديث هنا عن النصب التكذاري قاعة والهالا، فهيا نتعرف عليها معا.

الوصف العام لقاعة والهالا

صورة للنصب التذكاري للهالا تُظهر الواجهة الكلاسيكية المهيبة مع الأعمدة الضخمة والقبة المركزية، محاطة بمشاهد طبيعية خضراء ونهر الدانوب في الخلفية.

تعد قاعة والهالا واحدة من أبرز المعالم السياحية في شرق ولاية بافاريا، إذ تم بناؤها على شاكلة المعابد اليونانية القديمة “البارثينون”، مما جعلها تحظى بمكانة تاريخية وجمالية كبرى، كما أن موقعها في قمة تلة وسط المناظر الطبيعية الخلابة يتيح لزوارها فرصة الاستمتاع بإطلالات بانوراميا مذهلة للغاية.

سميت قاعة والهالا بهذا الاسم استلهاما من الميثولوجيا الاسكندنافية الدينية القديمة val-HAL-ə، والتي تعني حرفيا قاعة الموتى، وحسب الأسطورة فهذه القاعة بمثابة المثوى الأخير للمحاربين الأكثر شجاعة الذين يحق لهم الدخول لها، حيث يعيشون فيها حياة ما بعد الموت، ولذلك كانت الغاية من تشييد قاعة والهالا لتكريم جميع الألمان المؤثرين في تاريخ البلاد بما فيهم الملوك والعلماء والقادة والجنود العسكريين، بل وحتى الشعراء والفنانين.

لمحة تاريخية حول قاعة والهالا

امتدت مرحلة بناء قاعة والهالا من عام 1830 حتى عام 1842، وقد شيدت بأمر من الملك لودفيغ الأول والذي كان مهتما للغاية بتاريخ ألمانيا وثقافتها، وقد وضع تصميمها المهندس المعماري ليو فون كلنزه، وكانت الغاية من وراء بنائها تكريم الشخصيات الألمانية التي أبدعت وأثرت في مختلف المجالات بما فيها الفن، والفلسفة، والسياسة، وهو ما يظهر جليا في اللوحات التذكارية والتماثيل النصفية الموجودة فيها، والتي تخلد وتحتفي بـ 130 شخصا تركوا بصمتهم في ألمانيا على مر العصور.

موقع قاعة والهالا

تم بناء قاعة والهالا كنصب تذكاري وسط منطقة جبال الألب في ولاية بافاريا، وهي تقع فوق تلة على ضفاف نهر الدانوب بمقربة بلدة دوناوستاوف، كما أنها متواجدة شرق مدينة ريغنسبورغ على بعد 15 كلم، فيما تبعد عنها مدينة رايشنباخ بحوالي 55 كلم.

كيفية الوصول إلى قاعة والهالا

تعد مدينة ريعنسبورغ أقرب مدينة يمكن الانطلاق منها والوصول إلى قاعة والهالا، إذ تفصل بينهما مسافة 10 إلى 15 كلم، ويمكن استخدام السيارة كأفضل وسيلة للتنقل، حيث أنها تقطع المسافة في ظرف زمني يقدر بـ 15 دقيقة، وتتوقف عند موقف سيارات قريب جدا من القلعة.

يمكن كذلك للزوار عشاق الاستمتاع بالأجواء الطبيعية استخدام الدراجات للتنقل بين مدينة ريغنسبورغ وقاعة والهالا، كما أن ممارسي المشي للمسافة الطويلة يمكنهم السير عبر ممرات ومسارات طبيعية خلابة حتى الوصول إلى هذا النصب التذكاري، أو يمكن استعمال الحافلتين رقم 5 و11، واللتان تتوقفان في بلدة دوناوشتاوف القريبة جدا من والهالا.

بالنسبة للمقيمين في مدينة نورنبورغ سيتوجب عليه السفر إلى مدينة ريغنسبورغ وقطع مسافة 120 كلم إلى الجنوب الشرقي، وذلك إما بواسطة السيارة في رحلة تستغرق ساعة ونصف عبر الطريق السريع A3، أو باستخدام القطار السريع والذي يقطع المسافة في ظرف ساعة و15 دقيقة، أو عبر الحافلة حيث يمكن الوصول في مدة ساعة ونصف إلى ساعة و45 دقيقة.

أما علاقة بمدينة ميونيخ فهي تبعد عن ريغنسبورغ مسافة 145 كلم باتجاه الشمال الشرقي، ويمكن السفر بينهما عبر القطار السريع في رحلة تستغرق ساعة ونصف، أو عبر السيارة في مدة زمنية قدرها ساعة و45 دقيقة، أو عبر الحافلة التي تقطع المسافة في ساعة و45 دقيقة إلى ساعتين.

أفضل وقت لزيارة قاعة والهالا

تعد الفترة الممتدة من مارس إلى نوفمبر هي الفترة المثالية لزيارة قاعة والهالا، إط أنها خلال أشهر الربيع يكون الطقس معتدلا والطبيعة مورقة وخضراء ومناسبة تماما للتنزه والمشي لمسافات طويلة في المنطقة المحيطة بها، كما أن أشهر الصيف تعتبر ذروة الموسم السياحي، وفيها يمكن القيام برحلات القوارب على نهر الدانوب، أما الخريف فيتيح منظار مذهلة توفر خلفيات رائعة للصور بفضل طقسه وأجوائه.

يشهد فصل الشتاء تساقطات مطرية غزيرة، كما أن قاعة والهالا والمنطقة المحيطة بها تصبح مكسوة بالثلوج، وتنخفض درجة الحرارة لمعدلات تحت الصفر، ورغم ذلك فإن الفترة الممتدة من ديسمبر إلى فبراير تكون هي الأقل ازدحاما، ويصبح فيها مظهر القاعة فريدا من نوعه وكأنها إحدى مكونات عالم خيالي.

الدخول إلى قاعة والهالا

تفتح قاعة والهالا أبوابها أمام الزوار طيلة أيام الأسبوع على مدار العام ما عدا أيام العطلات مثل رأس السنة ويوم الخامس والعشرين من ديسمبر الموافق لعيد الميلاد في ألمانيا، وهي تعمل خلال الفترة من ابريل إلى أكتوبر من الساعة 09:00 صباحا حتى الساعة 17:00 مساء، فيما تظل مفتوحة في الفترة من نوفمبر إلى مارس من الساعة 10:00 صباحا حتى 16:00 مساء.

أسعار تذكرة الدخول إلى قاعة والهالا
بالمجان: في اليوم الأول من كل شهر.
بالمجان: الأطفال دون سن 18.
5 يورو: للأشخاص فوق 18 سنة.
4 يورو: لكبار السن والطلبة.
4.5 يورو: لكل فرد ضمن مجموعة لا تقل عن 15 شخصا حجزت حجزا جماعيا للدخول.

مكونات قاعة والهالا وعناصرها

صممت قاعة والهالا معماريا كتمثيل للتراث الألماني العريق وذلك عبر النصب التذكاري المهيب والضخم على الطراز الإغريقي القديم، مما جعل هيكل القاعة وهندستها المذهلة مناظرة لمبنى البارثينون الشهير في اليونان.

قاعة والهالا من الخارج

شيد المبنى ككل من الخارج على شكل مستطيل كبير الحجم، وقد تم بناؤه بالرخام الأبيض مما أكسبه فخامة وهيبة، بالإضافة للأعمدة الدوريكية 52 التي تعد دعامة رئيسية للسقف، والتي جعلت القاعة ككل متناسقة وذات جاذبية مع إضفاؤها الشعور بالقوة.

بنيت بقاعة والهالا على قمة تلة فوق نهر الدانوب، مما جعلها تنتصب شامخة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن التلة نفسها تتيح للواقفين عليها إطلالات بانوراميا ساحرة على النهر والمسارات والمساحات الخضراء المحيطة بها، كما يوجد درج واسع طويل وعريض عبارة عن سلالم حجرية تؤدي مباشرة من سفح التلة نحو القاعة وهو ما يجعل الولوج إليها مشهدا عظيما في حد ذاته.

قاعة والهالا من الداخل

صورة لداخل النصب التذكاري للهالا تُظهر الأعمدة الرخامية المهيبة، التماثيل التاريخية المنتشرة في القاعة، مع الإضاءة التي تبرز التفاصيل الدقيقة في التصميم الكلاسيكي.
  • القبة والسقف

تعد القبة الداخلية في القاعة واحدة من أبرز مكوناتها المعمارية، وهي مصمم على الطراز الكلاسيكي الاغريقي، إذ يحدها من الأعلى السقف الشديد الارتفاع، والذي تم تزيينه بالزخارف والنقوش والرسوم المستوحاة من الفن والثقافة الإغريقية.

  • القاعة الرئيسية

تعتبر القاعة الرئيسية هي البناء والمكون والأبرز في القاعة ، وقد استخدم الرخام الأبيض فيها على مستوى الأرضية والجدران مع ألوان أخرى تضفي لمسة فنية ورونقا جماليا إضافيا، وهي تضم النصب التذكاري حيث توجد تماثيل وزخارف عبارة عن نقوش للشخصيات الألمانية المحتفى بها، والتي من أجلها تم تشييد القاعة.

  • التماثيل

يوجد في القاعة 130 تمثالا نصفيا تمثل أبرز الشخصيات الألمانية التي تركت بصمة قوية في التاريخ الألماني على مر العصور، ويعتبر تمثال لودفيغ فان بيتهوفن سيد الموسيقى والسيمفونيات، إلى جانب تمثال السياسي كونراد أديناور، والشاعر يوهان فولفغانغ فون غوته أبرز هذه التماثيل.

  • النوافذ والزخارف والنقوش

تحتوي القاعة على نوافذ صغيرة تم إدخالها في هندستها من أجل توفير الإضاءة الطبيعية، وقد ساهمت من خلال مواقعها المختلفة في الجدران في زيادة الرونق الجمالي معماري للقاعة، كما أن الزخارف الذهبية ونقوش أسماء الشخصيات الألمانية على الجدران منحتها لمسة جمالية مختلفة من الداخل.

تمثل القاعة واحدة من أهم الصروح المعمارية في ألمانيا، وهي تحتل مكانة ثقافية كبيرة في البلاد لما تمثله من رمزية باعتبار نصب تذكاريا لتخليد وتكريم الشخصيات المؤثرة في تاريخ ألمانيا، فإن قمتم بزيارة لشرق ولاية بافاريا، فلا تتردوا في الذهاب والتجول في هذه المعلمة التاريخية الفائقة الروعة.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *