جسر باتسي التاريخي في ألمانيا يمتد عبر النهر، مع تصميم معماري مميز يبرز وسط المناظر الطبيعية الجميلة المحيطة به.

جسر باستي في ألمانيا معلم تاريخي وإعجاز هندسي

تعد منطقة ساكسونيا المحاطة بجبال الألب واحدة من أجمل المناطق والولايات في ألمانيا، فهي تتمتع بجمال طبيعي ساحر، كما أنها تحتوي على مدن وبلدات تاريخية غاية في الجمال مثل درسدن، كما توجد بها العديد من المعالم السياحية التي تستحق الزيارة مثل قلعة كونيغشتاين، ونهر إلبه، وجسر باستي، وهذا الأخير هو الذي سنقدم لكم هذا المقال التفصيلي حوله.

موقع جسر باستي

جسر باتسي التاريخي في ألمانيا يمتد فوق نهر مع تصميم معمارى مذهل وسط الطبيعة الخضراء المحيطة.

يقع جسر باستي التاريخي في منطقة جبال الألب في ولاية ساكسونيا في المانيا، وهو أشهر معلم سياحي في المنطقة الطبيعية الساحرة الجمال بمنظارها الخلابة، وتشكيلتها الصخرية ذات القمم المسننة الفريدة من نوعها، والتي تحمل نفس الاسم باستي، كما أنه ينتمي لمتنزه ساكسون سويسرا الوطني.

الوصف العام لجسر باستي

يبلغ ارتفاع جسر باستي 194 مترا، وهو يربط بين سلسلة جبال إلبه الرملية الشهيرة بالمنحدرات الشديدة الوعورة، وتفصله مسافة 40 كلم عن مدينة درسدن المعروفة بفلورانسا جبال الألب، كما أنه على مقربة من قلعة كونيغشتاين، والتي تبعد عنه مسافة 8 كلم.

يمتد جسر باستي فوق نهر إلبه على طول 76.5 مترا، ويضم هذا الجسر 7 أقواس غاية في الجمال والأناقة تم بناؤها خلال القرن التاسع عشر على الطراز المعماري الشهير في مرحلة الثورة الصناعية في المانيا، عندما أعيد تشييده بشكل كامل.

تتوفر بجسر باستي الحجري إطلالات بانوراميا على نهر إلبه، والمناظر الطبيعية الصخرية المحيطة به، مما جعله واحدا من أبرز مواقع الجذب السياحي في منطقة ساكسونيا، ويتيح التواجد به القيام بزيارة سريعة لبلدة راتن التقليدية عبر استخدام العبارة في رحلة نهرية رائعة للغاية، كما أنه ملائم وبشكل مميز للقيام بالتجول لمسافات طويلة، أو لالتقاط الصور التذكارية.

لمحة تاريخية حول جسر باستي

شيد جسر باستي لأول مرة من أجل الربط بين التشكيلات الصخرية الصعبة التسلق، ولتسهيل عملية العبور في منطقة جبال إلبه الرملية عام 1484م، وقد تم الاعتماد على الصخور الصلبة المتواجدة في ذات المنطقة لبنائه.

خضع جسر باستي لعملية استبدال كاملة عام 1851م، إذ أعيد بناؤه بواسطة الأحجار الرملية، لمنحه منظرا أكثر جمالا وجاذبية، وقد سهر الألمان على الاهتمام به على مر السنوات عبر علميات إعادة الترميم التي لا تتوقف.

كيفية الوصول إلى جسر باستي

تعد مدينة درسدن هي أقرب المدن الكبرى إلى جسر باستي، وتفصل بينهما مسافة كلم، ويمكن التنقل بينهما عبر القطار الإقليمي (S-Bahn) S1 في ظرف زمني قدره 35 دقيقة، أو بواسطة السيارة عبر الطريق الإقليمي B172، أو عبر الطريق السريع A17.

إن الزوار الذين يستخدمون القطار للتنقل من درسدن، سيهبطون في محطة Rathen في ولاية ساكسونيا، ومن هناك سيتوجب عليهم استخدام عبارة عبر نهر إلبه للوصول إلى منطقة تواجد جسر باستي في مدة زمنية قدرها 5 دقائق، يليها مسافة 2 كلم سيتوجب قطعها مشيا.

أما بالنسبة للسيارات القادمة من درسدن فستتوقف في ساحة باستاي باركبلاتز، وهناك توجد عدة مواقف للسيارة حتى يتم ركنها، ثم إتمام الرحلة نحو جسر باستي مشيا على الأقدام لقرابة 15 دقيقة.

أفضل وقت لزيارة جسر باستي

إن الصباح الباكر عند شروق الشمس، والمساء قبل الغروب هما الوقتان المثاليان خلال النهار لزيارة جسر باستي في أي يوم من أيام الأسبوع، غير أن تحديد الفصل الأفضل للقيام بجولة على جسر باستي يظل مرتبط بالاختيارات والأذواق الشخصية.

فإن كان السياح يفضلون مشاهدة الثلوج رغم الطقس البارد جدا في الفترة الممتدة من ديسمبر إلى فبراير تعد مناسبة تماما للذهاب إلى جسر باستي والاستمتاع بالأجواء الشتوية الرائعة، إما إذا كان الزوار لا يهتمون للازدحام الشديد ويرغبون في قضاء جولتهم على الجسر في طقس دافئ نسبيا فإن موسم الذرة السياحي في ساكسونيا خلال أشهر الصيف هو الملائم لهم.

وبعيدا عن أجواء الثلوج وازدحام الصيف، تعد الفترتان من مارس إلى ماي، ومن شتنبر إلى نوفمبر من أفضل الأوقات للاستمتاع بسحر الطبيعة المشرقة ربيعا، وتغير الألوان وإضفائها لمسة مختلفة على الأجواء خريفا، مما يجعل التواجد على جسر باستي خلال هاتين الفترتين تجربة لا تتكرر.

الدخول والتجول في جسر باستي

جسر باتسي التاريخي في ألمانيا مع تصميم معماري مميز يمتد عبر النهر، محاط بالطبيعة الخضراء والمشاهد الخلابة.

لا تفرض أي رسوم أو تذاكر على الزوار الذين يأتون في زيارة لجسر باستي، فهو مفتوح أمام السياح بشكل مجاني، غير أن زيارة مناطق ومعالم تقع في المنطقة التي يمتد عليها الجسر تستوجب دفع رسوم خاصة، فمثلا توجد قلعة تاريخية في منطقة الجسر تدعى نيوراثين وهي عبارة عن بقايا وأنقاض أثرية يتم الولوج إليها مقابل 3 يورو.

مميزات جسر باستي الجمالية

إن وجود جسر باستي داخل منتزه سويسرا الوطني في ساكسونيا جعله محاطا بمناظر طبيعهة خلابة وساحرة، فالمتنزه يتكون من تشكيلات صخرية رملية تمتد على طول المنحدرات الجبلية الوعرة، والتي بدورها تشكل سلسلة من المسارات المتعرجة الفائقة الروعة.

يخترق نهر إلبه المتدفق على طول العام الغابات الخضراء الكثيفة في محيط جسر باستي، كما أنه يمر وسط الجبال الصخرية والتلال الممتدة في المنطقة، مما يزيد من جمالية المنظر الطبيعي الذي يشاهده الزوار المتجولون فوق الجسر، بالإضافة إلى ذلك يمكن رؤية كل من قلعة كونيجشتاين وصخرة ليلينشتاين من على الجسر من خلال إطلالات رائعة للغاية.

تتيح زيارة جسر باستي لعشاق الطبيعة ممارسة المشي لمسافات طويلة، والتنزه وسط عالم طبيعي في أجواء مذهلة، كما أن الجسر يعد بوابة عبور بالنسبة لعشاق تسلق الصخور، والذين سيحزون بفرصة مشاهدة الأماكن التي سيقومون بتسلقها بنظرة فاحصة تحيطهم علما بكل ما يتوجب عليهم معرفتهم قبل خوضهم مغامرتهم الممتعة.

أهمية جسر باستي السياحية والثقافية

يستقطب جسر باستي قرابة 1.5 مليون سائح سنويا، مما يجعله واحدا من أهم المعالم السياحية في ولاية ساكسونيا وجبال الألب، وقد ساهم بفضل إرثه التاريخي العريق في تنمية السياحة بهذه الولاية بشكل كبير، مما حوله لرمز وكنز مهم للغاية في المنطقة.

تتيح زيارة جسر باستي في ولاية ساكسونيا الاستمتاع بمشاهدة مناظر طبيعية مذهلة للغاية، كما أنها فرصة مثالية للتعرف على التشكيلات الصخرية والرملية العائدة لملايين السنين، مما يجعل من هذا الجسر واحدا من أهم المعالم السياحية والثقافية والتاريخية في منطقة جبال الألب.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *